على مرور السنوات يتجه الطلاب من أبناء دولة الكويت نحو الجامعات المصرية لاستكمال مراحل دراستهم الجامعية سواء المرحلة الجامعية الأولى من البكالوريوس أو الليسانس وحتى بالدراسات العليا من الدبلوم إلى الدكتوراه مرورا بالماجستير، وفي السنوات الأخيرة وجدنا إقبالا مكثف من قبل هؤلاء الطلاب فباتت الأعداد تتضاعف تقريبا عاما بعد عام، ورصدنا بحث عالِ عن نسب قبول الطب في مصر للكويتيين!

نسب قبول الطب في مصر للكويتيين

فما هو سر التوجه بكثافة نحو كليات الطب من قبل الطلاب الكويتيين؟!

تتضمن مصر أعداد كبيرة من كليات الطب ما بين الحكومية والتي يصل عددها إلى 24 كلية حكومية بجانب الكليات الخاصة والأهلية، وكل كلية منهم تقدم عدد كبير من البرامج التي تغطي بهم كافة تخصصات الطب بجميع المراحل الجامعية، مانحة هذه البرامج الدراسية باستراتيجية تعليمية عالمية هي نفسها المطبقة في أكبر جامعات العالم، وتجمع هذه الاستراتيجية بين المقررات الدراسية والمناهج التطبيقية والتي تقدمها كليات الطب الحكومية بشكل حصري تتميز به وحدها.

وتقدم هذه المناهج الأكاديمية كل تفصيلة ومعلومة صغيرة أو كبيرة تتعلق بتخصص الدراسة المتعلقة بالبرنامج الملتحق به الطالب، وبالتالي يكون الطالب ملما بكل ما يتعلق بمجال تخصصه والتخصصات الأخرى المرتبطة به علميا.

التدريب العملي بكليات الطب المصرية 

وتنفرد كليات الطب المصرية بتدريب عملي يقوم على الملاحظة والمساعدة والمشاركة والأداء الخاضع للإشراف تحت أيدي باقة من الاستشاريين الأطباء العلماء في التخصصات الطبية، والذين لا يبخلون على الطالب بمعلومة واحدة فقط، ويتم هذا التدريب داخل المستشفيات الحكومية والتي تعد الملجأ الأساسي وغالبا الوحيد لكثير من الأسر المصرية، وهو ما يجعل هذه المستشفيات تستقبل يوميا أعداد لا حصر لها من المرضى من ذوي الحالات المختلفة.

فيتعامل الطالب مع كل هذه الحالات تحت إشراف هؤلاء الاستشاريين من الأطباء ليحصل على خبرات مهنية واسعة تكاد ينفرد بها هذا التدريب العملي داخل المستشفيات المصرية الحكومية عالية الجاهزية، وذلك نظرا لما تتضمنه من علماء كبار في التخصصات الطبية يد بيد مع الطلاب المتدربين مع التعامل مع كم هائل من المرضى.

وهو ما يجعل هذا الطالب ينهي دراسته في اي برنامج بأي مرحلة جامعة وهو منتقل من مرحلة الباحث والطالب إلى حد العالم، فيكون مستعدا للانطلاق في أسواق العمل الإقليمية والدولية وداخل الأوساط الأكاديمية العالمية الكبرى بقوة قادرا على إثبات نجاح كبير بها.

هذا وتتضمن تلك الكليات مكتبات ضخمة تحتوي على أعداد لا حصر لها من المراجع والمصادر الورقية والإليكترونية المتعلقة بكافة تخصصات الطب البشري، وتقنيات حديثة تسهل عملية الوصول وأنتقاء كم معلوماتي هائل عن أي فكرة بحثية، وبالتالي يتمكن الباحث من إجراء بحوث علمية مثقلة بالقيمة المعلوماتية والنتائج الحصرية بسهولة تامة ويعاونه فيها باقة من الأكاديميين والعلماء في تخصصات الطب.

الشهادة الجامعية المقدمة من كليات الطب المصرية 

ويدرك العالم أجمع مدى تميز المستوى التعليمي المطبق في تلك الكليات، ولذلك فإنه يعترف بالشهادة الجامعية الممنوحة منها ويعتد بقيمتها، خاصة وأن تلك الكليات جميعها مدرجة ضمن التصنيفات الدولية لجامعات العالم بل وتتصدر المراتب المتقدمة بها، ومن بينها الكيو إس والتايمز، وهو ما يثقل من قيمتها العالمية ومكانة الشهادات الجامعية الممنوحة منها.

والحقيقة أن هذه الكليات لها تاريخ عريق يدعم موقفها العالمي أيضا بجانب ما تقدمه من مستوى دراسي دولي، فعلى سبيل المثال كلية الطب البشري جامعة القاهرة “طب القصر العيني” تعد أول كلية طب بالشرق الأوسط وتلتها باقي كليات الطب المصرية الأخرى في تاريخ الإنشاء حتى اصطفت جميعا بالتاريخ المجيد.

ولذلك يجد الطالب الكويتي نفسه يدرس التخصص الذي يرغب فيه بالمرحلة الجامعية التي يريدها بأسلوب تعليمي عالمي مميز ليتخرج وهو ملم بكل تفصيلة تتعلق بمجال تخصصه علميا وعمليا حاصلا على شهادة لها قيمتها الدولية الكبرى.

وكل ذلك داخل بلد عربي يحمل الثقافات والأجواء العربية عينها، وهو ما يجنبه ما يعاني منه كثير من الطلاب العرب المغتربون في الدول غير العربية، وهو الشعور بما يسمى ب”الصدمة الثقافية والاغتراب”.

تكاليف الدراسة بتلك الكليات

بل ويجد الطالب نفسه يتكلف مبالغ منخفضة للغاية في مصر سواء بالمعيشة أو الدراسة، حيث إن مصر تعد دولية متعددة الطبقات الاجتماعية، ولذلك فإن مصاريف المعيشة بها جاءت منخفضة تناسب هذا التنوع الطبقي بالمجتمع، وذلك على الرغم من طبيعة مصر السياحية من الاساس، وبالتالي رقي المستوى الخدمي والترفيهي بها بما يتناسب مع طبيعتها السياحية هذه، وهو ما يجعل الطالب يتمتع بمستوى معيشة مميز بتكاليف منخفضة.

أما عن مصاريف الدراسة فنجد أن جامعات مصر أرادت أن تقدم كافة التسهيلات الممكنة للطلاب من أبناء الوطن العربي للالتحاق والاستفادة من المستقبل المهني المميز الذي تمنحه برامجها، وهو ما يجعلها تطرح هذه البرامج بأسعار تكاد تكون رمزية إذ ما تمت مقارنتها بمصاريف البرامج نفسها بالمستوى الدراسي ذاته والشهادة الجامعية بالقيمة الدولية عينها.

وجاءت كليات الطب المصرية على نفس النسق؛ فيدفع الطالب الوافد رسوم قيد مرة واحدة فقط في السنة الدراسية الأولى بقيمة 1500 دولار أمريكي فقط، على أن تكون المصاريف السنوية 6000 دولار أمريكي فقط.

أما عن نسب قبول الطب في مصر للكويتيين فتكون كالتالي:

أرادت كليات الطب المصرية أن تجعل نسب قبول كليات الطب هي الأخرى من التسهيلات، فجاءت منخفضة للغاية؛ فبالمرحلة الجامعية الأولى يشترط حصول الطالب على 75% بشهادة الثانوية العامة أو ما يعادلها، ويكون حاصلا على تقدير مقبول بدرجة البكالوريوس للالتحاق بمرحلة الماجستير، أو على التقدير نفسه بمرحلة الماجستير للالتحاق بمرحلة الدكتوراه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *